موسكو تعلن استعادة بلدات في كورسك وتقارير عن تسلل عبر خط أنابيب غاز
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن استعادة السيطرة على ثلاث بلدات جديدة في منطقة كورسك، غرب روسيا، إذ تحاول القوات الروسية إزاحة مجموعات أوكرانية تسيطر على مواقع هناك منذ سبعة أشهر. وتفيد تقارير غير مؤكدة بقيام قوات خاصة روسية بالتقدم عبر خط لأنابيب الغاز قرب بلدة سودجا، فيما عبرت مصادر أوروبية عن قلقها المتزايد خاصة بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسات دعم أوكرانيا.

أفادت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، بأنها استعادت السيطرة على ثلاث بلدات إضافية في منطقة كورسك الواقعة غرب البلاد، إذ تسعى القوات الروسية إلى طرد عناصر أوكرانية تمركزت هناك منذ سبعة أشهر إثر توغل عبر الحدود.
وأعلن البيان المنشور عبر تطبيق تليغرام، أن البلدات الثلاث، مالايا لوخنيا وتشركاسكوي بوريشنوي وكوسيتسا، تقع شمال بلدة سودجا.
ذكر التقرير أن هذا التقدم يأتي بعدما تحدثت معلومات عن تسلل قوات روسية خاصة لعدة أميال عبر خط لأنابيب الغاز في محيط سودجا، في محاولة لمباغتة القوات الأوكرانية. وأورد البيان الرسمي أن “القوات المسلحة الروسية تواصل إلحاق الهزيمة بمجموعات الجيش الأوكراني في أراضي منطقة كورسك”.
من جهة أخرى، تطرق مدونون روس إلى ما وصفوه بـ”عملية خط الأنابيب” بهدف عزل آلاف الجنود الأوكرانيين في المنطقة، قبل اجتماع مرتقب بين كييف وواشنطن حول اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب. وسيطرت القوات الأوكرانية، في آب/أغسطس الماضي، على نحو 1300 كيلومتر مربع من منطقة كورسك، مؤكدة أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين موقفها التفاوضي، ودفع روسيا إلى سحب قواتها من شرق أوكرانيا.
اقرأ أيضاالسعودية ترحب باستضافة لقاء أمريكي أوكراني وزيلينسكي يؤكد أن بلاده تريد “السلام في أقرب ما يمكن”
بحسب خرائط مفتوحة المصدر، استعادت موسكو بعض الزخم في الأيام الأخيرة، ما جعل مناطق سيطرة كييف في كورسك شبه محاصرة بعد هجوم روسي مفاجئ. وتعليقا على ذلك، كتب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف عبر تطبيق تليغرام، أن “الهجوم مستمر”.
ونقل مدون عسكري مؤيد لروسيا يدعى يوري بودولياكا أن قوات خاصة روسية تقدمت نحو 16 كيلومترا داخل خط أنابيب غاز رئيسي، إذ أقام بعض الجنود أياما داخله قبل مباغتة القوات الأوكرانية قرب سودجا. بدوره، أكد مدون آخر يدعى تو ميجرز وجود “معركة كبيرة” في منطقة سودجا، واصفا المفاجأة التي أحدثتها القوات الروسية بدخولها المنطقة عبر خط الأنابيب.
من الجانب الأوكراني، أكد بيان صادر عن قوات هجومية محمولة جوا أن التسلل الروسي عبر خط الأنابيب تم رصده مبكرا، واستهدف بصواريخ ومدفعية وطائرات مسيرة.
اقرأ أيضازيلينسكي يعرض هدنة في البحر والجو ويعرب عن استعداده للعمل “تحت قيادة ترامب القوية” لتحقيق السلام
كما ذكرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أن 15 هجوما روسيا تم صدها في منطقة كورسك، مع استمرار ستة اشتباكات مسلحة، وأن 12 غارة جوية روسية طالت مواقع أوكرانية.
على المستوى الدولي، أثار التقدم الروسي الأخير وتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسات دعم أوكرانيا مخاوف لدى قادة أوروبيين من احتمالية خسارة كييف للحرب. وكانت واشنطن قد أوقفت هذا الشهر مساعداتها العسكرية، ومشاركتها في تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا، عقب سجال علني بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 شباط/فبراير.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية، في تحديث حول الوضع في منطقة كورسك، أنها استردت السيطرة على قرية ليبيديفكا، وفي منطقة سومي المتاخمة لأوكرانيا استعادت قرية نوفينكي. في حين لم تشر موسكو رسميا إلى “عملية خط الأنابيب”، قام الميجر جنرال أبتي علاء الدينوف، قائد قوات “أخمات” الشيشانية الخاصة، بإعادة نشر صور في تليغرام تظهر قوات خاصة وهي ترتدي أقنعة غاز داخل أنبوب كبير.
وذكر مدون عسكري يدعى يوري كوتينوك أن القوات الأوكرانية نقلت بعض معداتها بعيدا عن سودجا نحو المنطقة الأقرب إلى الحدود، بينما أشارت تقارير إلى استمرار المعارك شرقي أوكرانيا في دونيتسك، إذ أعلنت موسكو سيطرتها على قرية كونستانتينابول.