ترامب يعلن أن موسكو وكييف ستباشران “فورا” مفاوضات وقف لإطلاق النار
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي وصفها بأنها "ممتازة". وفيما أكد الكرملين أن الرئيسين ناقشا آفاقا "مبهرة" للعلاقات الثنائية ويعملان على صفقة لتبادل السجناء، أبدى بوتين استعداد موسكو للتفاوض بشأن اتفاقية سلام محتملة مع أوكرانيا. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد على أن أي قرار بشأن بلاده يجب أن يتم بموافقة كييف.

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين أن روسيا وأوكرانيا “ستباشران فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصفها بأنها “ممتازة”. وكتب ترامب على شبكة “تروث سوشال” أن “روسيا وأوكرانيا ستباشران فورا مفاوضات بهدف وقف لإطلاق النار، والأهم بهدف إنهاء الحرب”، معتبرا أن عقدها في الفاتيكان سيكون “أمرًا رائعًا”، من دون تحديد زمان أو مكان.
من جهته، وصف الرئيس الروسي الاتصال بأنه “مفيد جدا”، وأضاف أمام صحافيين أن روسيا مستعدة للعمل مع أوكرانيا على “مذكرة تفاهم” بشأن “اتفاقية سلام محتملة”، مشددا على الحاجة إلى “إيجاد تسويات” لدى طرفي النزاع.
اقرأ أيضاموسكو تطرح مطالب “غير مقبولة”… انتهاء المباحثات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق الإثنين أن الرئيسين الروسي والأمريكي ناقشا في مكالمة هاتفية آفاقا “مبهرة” للعلاقات الثنائية، وصفقة محتملة لتبادل السجناء تشمل تسعة محتجزين من كل طرف، إلى جانب دعم عقد لقاء شخصي بين الطرفين. كما نقل مساعد بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف أن ترامب تحدث “بتأثر” عن مستقبل العلاقات، واعتبر أن روسيا يمكن أن تكون من “أهم شركاء الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة”.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا تفاصيل لديه في الوقت الراهن بشأن هذه “المذكرة”، معربا عن استعداده لدرس العرض الروسي. وأضاف أنه طلب من ترامب، الذي أجرى معه اتصالا هاتفيا استمر من 10 إلى 15 دقيقة، عدم اتخاذ “أي قرار” بشأن أوكرانيا من دون موافقة كييف. وأكد أن بلاده لن تقبل بسحب جيشها من مناطق تسيطر عليها داخل أراضيها، وهو مطلب روسي.
اتصالات ترامب بقادة أوروبيين
وقال ترامب إنه اتصل بعدد من القادة الأوروبيين لاطلاعهم على فحوى مباحثاته مع بوتين. وشمل الاتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر شتوب، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. وكتب ترامب أن القادة “رحبوا باستعداد الحبر الأعظم لاستضافة مباحثات في الفاتيكان”.
وأعرب ترامب للصحافيين في البيت الأبيض عن “اعتقاده” بأن بوتين مستعد لإنهاء الحرب، وقال: “أعتقد أنه يريد إنهاء الأمر”، مضيفا: “لو كنت أعتقد أن الرئيس بوتين لا يريد إنهاء الأمر، لما تكلمت عن الأمر حتى”. وأشار إلى أنه ناقش والرئيس الروسي إمكانية اللقاء.
ترامب “سئم من موسكو وكييف”
بدورها، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي “سئم” من موقفي موسكو وكييف. في المقابل، حذر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف من التسرع بشأن المحادثات الرامية لإنهاء الحرب، موضحا أن “هذا الموضوع معقد جدا ويرتبط بتسوية، لذا فمن غير المجدي تحديد أطر زمنية صارمة والسعي للتوصل إلى تسوية قابلة للتطبيق، في فترة زمنية قصيرة”.
عقوبات إضافية
وقال زيلينسكي إن “عقوبات أمريكية مصرفية وفي مجال الطاقة ستحدد بشكل كبير ما إذا كان بوتين والجيش الروسي سيواصلان الاستفادة من هذه الحرب، أو سيواجهان صعوبات اقتصادية”.
وأوضح أن “عقوبات أمريكية جديدة على روسيا ستكون حاسمة”. وفي هذا الإطار، اتفق حلفاء كييف الأوروبيون الرئيسيون على “زيادة الضغط” على موسكو من خلال تعزيز العقوبات، وفق ما أعلنت الحكومة الألمانية مساء يوم الإثنين.
وكانت كييف وموسكو قد عقدتا في إسطنبول يوم الجمعة أول محادثات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022، لكنها انتهت من دون اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تتواصل الهجمات العنيفة على الأرض.