
تحوّلت الهجرة في نظر كثير من الشباب المغربي من حلم إلى ضرورة، ومن طموح إلى هروب. يعاني هؤلاء من واقع خانق يطبعه الفقر، التهميش، والبطالة، حتى بات البحر يبدو لهم أكثر رحمة من اليابسة. هذه الرغبة الجامحة في “الحريك” تعبّر عن أزمة ثقة حادة في الوطن، وفي جدوى البقاء فيه.
لكن الواقع في الضفة الأخرى ليس ورديًا كما يُروَّج. فالمهاجر يواجه الغربة، والعنصرية، والانكسارات النفسية، في مجتمع قد لا يفتح ذراعيه بسهولة. كثيرون عادوا محبطين، بعدما أدركوا أن الاغتراب لا يعوّض دفء الوطن، وأن الأحلام ليست دومًا قابلة للتحقيق في أرض الغير.
أما عن رأيي، فأنا أؤمن أن الهروب ليس حلًا. الوطن، رغم كل صعوباته، يظل أرضًا يمكن البناء فيها. من يؤمن بنفسه، ويصبر، ويكافح، قد يخلق فرصته هنا. لا أعارض الهجرة كحق، لكن أرفض أن تكون الخيار الوحيد. فلنمنح بلدنا فرصة، مثلما نمنحها لأوطان الآخرين
سلمى شكوري
